القرارات المصيرية تحتاج إلى دراسة شاملة ومتكاملة ووافية ومتأنية بحيث تأخذ في الاعتبار الانعكاسات والتداعيات، وما سوف تتركه من آثار مباشرة أو حتى جانبية هنا وهناك، فالتسرع في اتخاذ القرارات قد تترتب عليه نتائج سلبية قد لا يُحمد عقباها.

نعلم، يقيناً، أن السلم الأهلي هو الهدف الأسمى والأعظم، ويتقدم عما سواه، فالرياضة، بكافة ألوانها وتفرعاتها، من الأهمية أكانت في المشروع النضالي والتحرري أو في إذكاء روح التنافس الشريف بين شباب ورياضيي الوطن، بعيداً عن التعصب وبث الفرقة والتشاحن والتباغض بين الأجيال، والابتعاد بهم عن هذه الآفات السامة والقاتلة.

اتحاد الكرة في محافظات الوطن الجنوبية رد على ما حدث في لقاء شباب رفح والشجاعية في ارض الأول، باستكمال منافسات الدوري الممتاز من دون جماهير، وحلّ لجنة الحكام المركزية.

في تقديري أن هذا الحل شابه التسرع، ولا أريد أن أزيد على ذلك، فعندما قرر الاتحاد اتخاذ هذين القرارين، فلأنهما جاءا على خلفية اللقاء الذي جمع الشباب الرفحي والشجاعية، وهنا فإنني أسجل كامل استغرابي وأتساءل: كيف يُقرر الاتحاد أن يُعمم عقوباته بحيث تطال الجميع؟ فالأصل إذا كانت هناك عقوبات، ومن المهم أن تكون، فيجب أن تطال المتسببين بالشغب وبث الفوضى، ومثل هذه الخطوة يُفترض أن تأتي بناءً على تقرير مراقب اللقاء.

كان الأجدى والأصوب والأقرب إلى لغة المنطق والمهنية أن تقتصر العقوبات على الضالعين والمتورطين، وليس تعميم العقوبات على الجميع، وكان الأحرى أن يستند الاتحاد إلى لائحته التي تُنظم نبض المسابقة، فيطبقها بحذافيرها وبمنتهى الأمانة والموضوعية، لأن كافة الأندية صادقت عليها قبل بدء المسابقة فمن رضي وامتثل بهذا التدبير القانوني الصرف، وهذا ما ينبغي أن يكون، فأهلاً ومرحباً به، ومَنْ يجد نفسه اكبر من القوانين والأنظمة واللوائح، فهذا شأنه، لكن ينبغي أن يُمارس هذا السلوك الفج قطعاً بعيداً عن مسابقاتنا ومنافساتنا.