المونديال على طريقة الفلسطينين
- الرئيسية
- أخبار محلية
- الأخبار
تفاصيل
المونديال على طريقة الفلسطينين
- 2022-12-06
- 03:19:40
- طباعة
- رابط مختصر

بيروت / الأقصي الرياضي
ربما تكون فيديوهات الشاعر اللبناني للزجل والتراث الشعبي سهيل صقر، هي الأكثر تداولاً وتفاعلاً على شبكات التواصل الاجتماعي في أيام المونديال المُقام حالياً في قطر، فصقر من أكثر شعراء الزجل قدرةً على تقريب جيل الشباب العربيّ من الزجل الشعبي والغناء العامي المَحكي.
وعن شعرهِ الزجل خلال أيام المونديال، يُطل صقر كل يوم تقريباَ من بيته أو من أحد المطاعم أو المقاهي اللبنانية، مُعلّقاً على نتائج المباريات، إما بقصيدة أو موشح زجل أو ردة قرّادي. كان أجملها تلك التي ردّدها من داخل أحد متاجر بيع ملابس فرق كرة قدم المونديال لصاحبه من عائلة الحشيّمي في بر الياس.
لبطولة كأس العالم "المونديال" هالةٌ اجتماعيّة وثقافيّة لا رياضيّة فقط، كما يُعتبر المونديال موسماً له وقع في كسر اليومي وإيقاعه من حياة المجتمعات والشعوب في كل المعمورة. كما أن هذه البطولة بالذات تحوّلت إلى مناسبة تيّقظ فيها الوجدان السياسيّ الجمعيّ لدى الشعوب العربيّة من المحيط إلى الخليج، خاصّةً أن المونديال يجري لأول مرّةٍ على أرضٍ عربيّة، وبمشاركة أربع منتخبات عربيّة، نجح بعضها في تقديم أداءٍ كرويّ مميّز.
أما
عن مشاركة المنتخبات العربية تاريخيّاً في المونديال، فقد كانت مصر أول دولة
عربيّة يشارك منتخبها فيه، وذلك سنة 1934، وقد أُقيمت البطولة وقتها في إيطاليا.
إلا أنّ ذاكرة الشعوب العربيّة مع المونديال تعود إلى سنوات السبعينيات من القرن
الماضي، وذلك بالتزامن مع دخول جهاز التلفزيون إلى البيت العربيّ، وتحديداً في
فلسطين.
التلفاز وذاكرة التباري
الذي يجدر ذكره في هذا السياق، أن المثابرة على اقتناء جهاز التلفزيون في فلسطين، وخصوصاً في الجليل، كان متصلاً إلى حدّ كبير برغبة الناس في مشاهدة مباريات كرة القدم ومباريات الزجل اللبناني معاً. كانت أشهر مباراة زجل لبناني عرفها لبنان ومعه أهالي الجليل في فلسطين، تلك التي تنافست فيها جوقة زغلول الدامور بقيادة الشاعر الراحل زغلول الدامور، ضدّ جوقة خليل روكز بقيادة الشاعر موسى زغيب، في قلعة بيت مِري. والذي أعطى شهرةً واسعةً لتلك المباراة هو مشاركة زغلول الدامور فيها بعد موت أخيه ودفنه بساعاتٍ قبل المباراة.
واللافت في تاريخ زجل لبنان الشعبي، أنَّ أكبر المباريات الزجلية وأشهرها كانت تُقام في ملاعب كرة القدم، إذ حشد شُعار (شعراء) الزجل اللبناني في ملاعب الكرة أكثر مما حشدت فرق كرة القدم اللبنانية ذاتها، ومن أشهرها مباراة أو حفلة المدينة الرياضية سنة1972.
تعود
ذاكرة الزجل والشعر الشعبيّ الفلسطينيّ المرتبط ببطولة كأس العالم إلى سنة 1982،
حين أُقيمت البطولة في إسبانيا، والتي تشكّل فيها حبُّ الناس إلى القميص الأصفر
- البرازيل التي كانت وصيفة المونديال. والأهم من البرازيل هي الجزائر،
المنتخب العربي وحكايته، بل حكاية الوجع العربي كله مع المونديال، والتي ظلت
مسترخيةً عبر بيت من شعر العتابا، ما يزال عالقاً في ذهن معظم أهالي الجليل في
فلسطين.